الأحد، 25 يوليو 2010

التجويد العلمي والعملي بين النظرية والتطبيق

التجويد العلمي والعملي بين النظرية والتطبيق

جمهور أهل العلم فرّقوا في مبحث حكم التجويد بين قسميه العلمي والعملي فقالوا بوجوب الأوّل وجوبا كفائيا وبوجوب الثاني وجوبا عينيّاً وفي المسألة أقوال ومذاهب أخرى سيأتي بيانها

وسنحاول من خلال هذا المطلب الوقوف على حقيقة هذا التفريق على مكانته في علم التجويد و على مدى مطابقته للواقع ...

التجويد العلمي هو قواعد العلم وجانبه النظري المسطّر في المؤلفات والكتب ...

أما التجويد العملي فهو قراءة القرآن الكريم وفق هذه القواعد دون الإخلال بشيء منها ...

إنّ السبب الأوّل والأهمّ ولا يبعد أن يكون الوحيد ... الذي دفعهم للتفريق بين القسمين هو حكمهما الشرعي المختلف ولا سببّ وجيه لاختلاف هذا الحكم إلاّ كون التجويد العملي حسب زعمهم يمكن تحصيله دون الوقوف على التجويد العلمي ... لهذا لم يأخذ حكمه وإلاّ فإنّ الأصل في الوسائل أن تأخذ حكم مقاصدها وغاياتها ... ولنا على هذه القسمة ملاحظات نسجلها في شكل نقاط لا بدّ من مراعاتها واستحضارها عند الوقوف على مباحثها ...

ü سبق وأن قلنا في مباحث تعريف التجويد : "... هي قسمة وإن كانت وجيهة في أوّل الأمر لما كان لا يزال اللسان العربي مستقيم الطبع أو قريبا من ذلك لا يحتاج إلى كثيرِ دراسة ورياضة وعناية ليصل إلى تجويد الحروف وتصحيحها , أمّا اليوم وقد غلب على كلامنا لسان الأعاجم وامتزجت العربية الأصيلة برطانة اللهجات الدارجة فإنّه يصعب ويشقّ إن لم أقل يستحيل على الواحد منّا أن يتمكن من القراءة المجوّدة الصحيحة دون الوقوف على الجانب النظري من التجويد ودراسته وبحثه وفهمه واستيعابه ..." فيعود الأمر بذلك إلى الأصل وهو كون أحكام المقاصد والغايات تنسحب على وسائلها ولا داعي ولا مجال للتفريق حينها بين القسمين من جهة حكمهما الشرعي

ü وقلنا أيضاً : "... إنّه ما من علم إلاّ وله جانب علمي وآخر عملي , لأنّ أصل العلم إنّما يقصد به العمل فالتفسير له قواعده وأحكامه والمقصود منه الفهم والتدبّر والفقه كذلك يقصد به العمل بأحكامه والأصول التمكن من الاستنباط ونحو ذلك ...فهل ذكروا هذه التفصيلات والتقسيمات في تعريفاتهم [وأحكامهم]...بل وهل اشترطوا العمل من أجل العلم هل اشترطوا لمن يريد أن يتعلم أحكام الحجّ أن يحجّ ولمن يتعلم أحكام الاستنباط أن يستنبط أبدا لم يشترط ذلك أحد[1] بل الشرط كلّ الشرط أن لا يحجّ إلاّ من فقه الحجّ ولا يستنبط إلاّ من فقه الاستنباط ولا يجوّد إلاّ من فقه التجويد فأين الفرق بين علم التجويد وغيره من العلوم ـ من هذه الحيثية ـ حتى نشترط فيه ما لم نشترطه في غيره [ونضع له ـ وحده ـ تفصيلات وتقسيمات وأحكاما خاصّة لم نضعها لغيره ]..."

ü إنّ العمل بالتجويد متوقف على العلم بقواعده , وقد يدّعي البعض أنّه يستطيع الاستغناء عن شيء منها وربّما كثير منها ويعوّض ذلك بما يسمعه من القراءة الصحيحة وهذا مردود من جهتين اثنين :

· الأولى : إنّه ادّعاء لا يصدّقه الواقع فمن يأتنا بهذا الذي يحسن التجويد ولا علمَ له بقواعده

· الثانية : إنّ الإحاطة بجميع مباحث التجويد ومسائله بمجرد السماع غير ممكن إذ كثير من الأحكام لا تأخذ بالسماع كالإشمام الذي لا علاقة له بالسمع أو كتلك المتعلقة بالرسم ثمّ إنّ القواعد الكلية والأصول لا يمكن العلم بها من خلال سماع جزئياتها وأفرادها ...إذ الجمع بين هذه الجزئيات يحتاج إلى نظرة كلّية لا تتحصّل إلاّ لمن له إلمام بقواعد التجويد

ü حتّى لو سلّمنا أنّ التجويد العلمي يفرق عن العملي لا من حيث وجوبه ولكن من حيث تعيّن العملي دون العلمي كما هو مذهب الجمهور على ما سيأتي بيانه ... ما حكم الواجب الكفائي إذا لم تتأد هذه الكفاية ؟ أليس الإثم حينها يعمّ الأمّة كلّها ؟ والمقصود بالكفاية ليس حفظ العلم ـ والله أعلم ـ وإنّما وجود كفاية من العالمين به قادرين على تصحيح قراءة الناس ... ولا أحد يقول بتعميم الإثم ولكن المطلوب والمقصود من أهل العلم والشباب منهم على وجه الخصوص أن لا يزهدوا في تحصيل هذا العلم بحجة أنّه مستحبّ أو واجب كفائي وأنّ القراءة الصحيحة ممكنة دون تعلّمه والوقوف على مسائله ...

ü حتى ولو سلّمنا جدلاً أنّ العمل بالتجويد ممكن دون العلم بقواعده وأحكامه فإنّ هذا الذي يقرأ القرآن ويجوّده بمجرد التلقي سرعان ما يلحن فيه ويقرأه بما لم ينزل به إذ لا يمكنه حفظ وضبط ما لا علم له به سوى نقل كنقل الببغاء لن يبرح أن تلحقه آفة الخلط والنسيان يقول الإمام مكي بن أبي طالب القيسي رحمه الله : "القراء يتفاضلون في العلم بالتجويد فمنهم من يعلمه روايةً وقياساً وتمييزا فذلك الحاذق الفطن . ومنهم من يعرفه سماعاً وتقليداً فذلك الوهن الضعيف . لا يلبث أن يشكّ ويدخله التحريف والتصحيف , إذا لم يبن على أصل ولا نقل على فهم"[2]ِ ويقول أبو بكر بن مجاهد في وصف حملة القرآن : "مِن حملةِ القرآن : المعرِبُ العالمُ بوجوه الإعرابِ والقراءاتِ العارف باللغات ومعاني الكلام , العالم البصير بعيب لفظ القراءةِ المنتقد للآثار.[3] فذلك الإمام الذي يفزعُ إليه حفاظُ القرآن من كلّ مصرٍ من أمصار الإسلام . ومنهم : من يُعرِبُ ولا يلحن ولا علمَ عنده غير ذلك . فذلك كالأعرابي الذي يقرأُ بلغته ولا يقدرُ على تحويل لسانه فهو مطبوع على كلامه .[4] ومنهم: من يُؤدّي ما سمعه ممّن أخذ عنه وليس عنده إلاّ الأداء لما تعلّم لأنّه لا يعرفُ الإعراب ولا غيره . فذلك الحافظُ فلا يلبثُ مثله أن ينسى إذا طال عهده , فيضيع الإعراب لشدّة تشابهه عليه , وكثرة ضمّه وفتحه وكسره في الآية الواحدة , لأنّه لا يعتمد على علم العربية . ولا به بصر بالمعاني يرجع إليه , وإنّما اعتماده على حفظه وسماعه . وقد ينسى الحافظ فيضيع السّماعَ , ويشتبه عليه الحروف , فيقرأ بلحنٍ لا يعرفه , وتدعوه الشبهة إلى أن يرويه عن غيره , ويبرّئ نفسه , وعسى أن يكون عند الناس مصدَّقاً , فيحمل ذلك عنه, وقد نسيه وأوهم فيه وحبسَ نفسه على لزومه والإصرار عليه . أو يكون قد قرأ على من نسيَ وضيّعَ الإعرابَ , ودخلته الشبهة فتوهّم . فذلك لا يَقلَّدُ القراءةَ ولا يحتجُّ بنقلِه ..."[5] والخلاصة أنّ هذا الذي تمكّن من التجويد العملي دون الوقوف والنظر في التجويد العلمي لن يسلم من الخطأ والنسيان أو على الأقلّ لا ينبغي أنْ نأتمن ونطمئن لحفظه الخالي والمجرد من الضبط والدراية والوعي ...بل قد يتعدى خطره ويعظم إذا لحن أو نسي دون أن يتفطّن هو أو من يقلده وينقل عنه هذا الخطأ والنسيان ـ وكيف يتفطّن للخطأ وهو لا يملك آليات المعرفة والتمييز ـ فينقلب الباطلُ حقّاً والخطأ صواباً ... فيُحرّف كتاب الله ويعدلُ عنه والعياذ بالله ...

ü ثمّ إنّ من كمال المقرئِ وتمام الإقراءِ الجمع بين التنظير والتطبيق بين العلم والعمل يقول مكي رحمه الله : "فنقلُ القرآن فطنةً ودرايةً أحسن منه سماعاً وروايةً , فالرواية لها نقلها والدراية لها ضبطها وعلمها , فإذا اجتمع للمقرئ النقلُ والفطنة والدرايةُ وجبت له الإمامة وصحّت عليه القراءة , إن كان له مع ذلك ديانة"[6] ويقول الحافظ أبو عمرو الداني رحمه الله :" وقراء القرآن متفاضلون في العلم بالتجويد والمعرفة بالتحقيق فمنهم من يعلم ذلك قياساً وتميزاً وهو الحاذق النبيه، ومنهم من يعلمه سماعاً وتقليداً وهو الغبي الفهيه، والعلم فطنة ودراية آكد منه سماعاً ورواية، وللدراية ضبطها ونظمها وللرواية نقلها وتعلمها، والفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم ."[7]

ü إنّ هذا الذي فرضناه تمكّن من التجويد العملي دون النظر في التجويد العلمي لا يمكنه أنْ يعلّمَ غيره وهو واجب إثمه لا يرتفع ولا يندفع عن الأمّة حتى يحصل فيه الكفاية ... كما أنّه لا يؤتمن على القرآن من نقله ـ كما تقدّم ـ فما فائدة موهبته تلك التي لا تتعداه لغيره.

ü بعضهم علّق وجوب التجويد بما اتفق القراء عليه دون ما اختلفوا فيه يقول ابن حجر الهيثمي رحمه الله :"يجب وجوبا شرعيا على القارئ أن يراعي في قراءته الفاتحةِ وغيرِها ما أجمع القراءُ على وجوبه دون ما اهتلفوا فيه..."[8], ولا يمكن التحقق ممّا اتفق عليه القراء وممّا اختلفوا فيه إلاّ بالوقف على كتبهم ومنقولاتهم لا بمجرد السماع ـ والله أعلم ـ

ü ولهذه الأسباب جميعها نصّ غير واحد من أهل العلم على وجوب التجويد العلمي كالعملي , سواء كلّه بالنسبة لطلبة العلم وأهله أو الجزء الذي لا يمكن تصحيح القراءة إلاّ به بالنسبة لعموم المسلمين ...يقول الشيخ محمود علي بسّة :" وأمّا حكم تعليمه فهو فرض كفاية بالنسبة إلى عامة المسلمين, وفرض عين بالنسبة إلى رجال الدين من العلماء والقراء, ومهما يكن من شيء , فإنه يأثم تاركه منهم ويتعرض لعقاب الله..."[9] ونفس الكلام قاله الشيخ محمد مكي نصر الجرسي يقول الشيخ الحصري رحمه الله :"...وأما بالنسبة لأهل العلم فمعرفته واجبة على الكفاية , ليكون في الأمة طائفةٌ من أهل العلم تقوم بتعلّم وتعليم هذه الأحكام لمن يريد أن يتعلّمها , فإذا قامت طائفةٌ منهم بهذه المهمة سقط الإثم والحرج عن باقيهم , وإذا لم تقم طائفة منهم بما ذُكر أثموا جميعاً ."[10] ويقول أحمد الطويل :"معرفة قواعد التجويد وأحكامه فرض كفاية على الأمة , إذا قام به بعض المسلمين سقط الإثم عن الباقين , إلاّ إذا لم يتأتّ التجويد العملي إلاّ بمعرفة التجويد العلمي , فإنّه يأخذ حكمه , فما لا يتمّ الواجب إلاّ به فهو واجب ."[11] ونحو ذلك في الشرح العصري لمحمد بن محمود حوّا[12] بل و في جلّ كتب التجويد الحديثة منها على وجه الخصوص فالقدماء قلّ من فرّق بين القسمين



[1] هذا الكلام إنّما ذكر في فصل التعريف ردّاً على من أدرج في تعريف التجويد العمل به فلا يتأتى العلم بالتجويد إلاّ بتطبيقه

[2] مكي بن أبي طالب القيسي (437هـ) : الرعاية لتجويد القراءة وتحقيق لفظ التلاوة ؛ دار الصحابة للتراث 1422هـ 2002م ص22

[3] يلاحظ ها هنا أنّ اصطلاح التجويد لم يكن قد ظهر بعد بل والعلم ذاته لم يكن قد استقل عن علوم اللغة والقراءات فهو مندرج في قوله (وجوه الإعراب) وفي قوله (القراءات) وظاهر أتمّ الظهور في قوله (عيب لفظ القراءة...) والله أعلم .

[4] ولم يعد لم يقرأ القراءة الصحيحة بطبعه وسجيّته على السليقة وجود في زماننا هذا ولا في الأزمنة المتقدمة بعد أن دخل اللحن اللسان العربي عندما اختلط المسلمون بغيرهم من الأعاجم

[5] المرجع نفسه ص23

[6] المرجع السابق ص22

[7] نقلا من: محمد بن سيدي محمد محمد الأمين ؛ الوجيز في حكم تجويد الكتاب العزيز , نسخة إلكترونية , مبحث تاريخ التجويد

[8] الشرح العصري ص49

[9] العميد ص8 والوصف الأخير قاله دون التفريق فيه بين قسمي التجويد وانظر : محمد مكي نصر الجرسي . نهاية القول المفيد في علم التجويد , مكتبة الصفا الطبعة الأولى 1999م ص6

[10] محمود خليل الحصري (1401هـ) :أحكام قراءة القرآن ؛المكتبة المكية بالاشتراك مع دار البشائر الإسلامية بتحقيق محمد طلحة بلال ,ط2 ص27

[11] تيسير علم التجويد ص9

[12] الصفحة 49

التمييز بين الواجب الشرعي , الصناعي والاصطلاحي في علمي القراءة والتجويد

التمييز بين الواجب الشرعي , الصناعي والاصطلاحي في علمي القراءة والتجويد

كثيرا ما يتردد اصطلاح الواجب في كتب القراءات والتجويد ولكنّه لا يراد به نفس المعنى كما أنّه لا يراد به دائما المعنى المشهور المتبادر إلى ذهن عموم المسلمين عند سماع هذه اللفظة ألا وهو ما يلزم المكلفين فعله ... لهذا وجب تسجيل وقفة ها هنا نبيّن فيها حقيقة هذا الاصطلاح عند أهل القراءة والتجويد ...

1. الواجب الشرعي[1] هو عند جماهير الأصوليين "ما طلب الشارع فعله لزوما" أو هو كما عرّفه الشوكاني رحمه الله "ما يمدح فاعله ويذم تاركه على بعض الوجوه" وعرّفه أبو الوليد الباجي بقوله "ما كان في تركه عقاب من حيث هو تركٌ له على وجه ما " وهو اصطلاح مشترك بين علماء الشريعة قاطبة وهو المرادف عند الجمهور للفرض ويسمى كذلك بالمكتوب والحقّ والحتم...وإذا أطلق هذا الاصطلاح في شتّى الفنون والعلوم الشرعية من غير قرينة صارفة سواء كانت حالا أو مقاما أو سياقا أو لفظا أو نغما...انصرف إلى هذا المعنى المذكور ها هنا .

ويرى صاحب السلسبيل [2] أنّ الواجب الشرعي إنّما يطلق عند علماء التجويد والقراءات ويقصد به أحد معنيين اثنين الأوّل :ما يحفظ الحرف من تغيير مبناه ومعناه وهو ما يلزم لتجنب ما يسمى باللحن الجليّ حيث يقول :

صيانة اللفظ عن الجليّ يدعونه بالواجب الشرعيّ [3]

الثاني: ما أجمع عليه القراء من المسائل والأحكام ويقول في حقّه :

وقيل إنّ الواجبَ الشرعيّا ما فيه إجماعهم سويّا

أمّا القسم الأوّل فهو مندرج في تعريف الواجب الشرعي الذي ذكرناه في أوّل المطلب لأنّه تغيير لمعنى ومبنى الكلمة بغير وجه حقّ وهذا النوع من التغيير تحريف لكلام الله عزّ وجلّ القائل في كتابه {قرآنا عربيا غير ذي عوج}وأمّا القسم الثاني فغالب ما أجمع عليه القراء وعلماء التجويد من الأوجه والأحكام مندرج فيه (الواجب الشرعي) لأنّ جلّ المباحث المجمع عليها لا يجوز العدول عنها والقراءة بغيرها وما يخالفها لا يعدّ قرآناً أصلا ولكن هذا في الغالب الأعمّ إذ يوجد من المجمع عليه بين القراء ما ليس بواجب شرعيّ عندهم ولا يأثم من تركه على وجه العبادة لا الرواية عن القراء ومشايخ الأداء ...ومثال ذلك الاستعاذة في أوّل القراءة فهي ممّا لا خلاف في لزومها عندهم ولكن تركها على مذهب جمهور الفقهاء لا يوجب إثما شرعيا... ولكن ممّا يدلّ على أنّهم إنّما أرادوا به ما قدّمنا في أوّل هذا المطلب قول ابن غازي في شرحه : "الواجب في علم التجويد ينقسم إلى قسمين : أحدهما: شرعي وهو ما أجمع عليه القراء كالإخفاء والإدغام والإظهار والإقلاب وترك المدّ فيما أجمع على قصره وترك القصر فيما أجمع على مدّه , وغير ذلك ممّا ليس فيه خلاف , فهذا الواجب يفسق تاركه ويكون مرتكبا لكبيرة كما دلّ عليه الحديث السابق (اقرءوا القرآن بلحون العرب) الحديث"اهـ[4]

2. الواجب الصناعي : هو ما أجمع عليه علماء التجويد وأهل الاختصاص من المسائل والأحكام بحث لا يجيزون في عرفهم تركها...ويلزمون الآخذين عنهم بها ... ولكن هذا الحتم والإلزام مردّه ومرجعه عرفُهم الخاص لا الشريعة العامة فلا يأثم تاركه عند الله عزّ وجلّ ولا يعدّ عاصيا ولا يستوجب العقوبة والذم عند غير القراء ... ومن أمثلة الواجب الصناعي مسألة الاستعاذة المتقدمة وكذلك البسملة في أوّل السور إذا ابتدأ بها القارئ فإنّها واجبة عندهم يلزمون من ابتدأ القراءة من أوّل السورة أن يأتي بها رغم أنّها في الشرع عامة ليست ملزمة للخلاف الوارد فيها...ومن أمثلة الواجب الصناعي عند بعض علماء التجويد لا كلّهم ـ خاصة المتأخرين منهم ـ أحكام الإدغام والإخفاء والترقيق والتفخيم ونحوها ممّا هو لازم عندهم من تركه عزّر بما يقتضيه علمهم وعرفهم كطلب الإعادة وعدم الاعتداد بالقراءة أو عدم الإقرار والإجازة ونحو ذلك ...[5]

ولصاحب السلسبيل في تعريف الواجب الصناعي أربعة أقوال الأوّل منها نصّ عليه بقوله :

(156) وصونُهُ عنِ الخفيِّ المشاعِ يدعونه بالواجب الصناعي

قال صاحب معجم مصطلحات علم القراءات يشرح هذا القول :"هو صون اللفظ عن اللحن الخفيّ , كالإدغام والإخفاء والقلب والترقيق والتفخيم , ممّا لا يتغير معه المعنى , لكن يذهب برونق وجمالية اللفظ , ومرتكبه غير آثم على أحد الأقوال."[6]

أما الأقوال الثلاثة الأخرى فنصّ عليها بقوله :

(158) والواجب الثاني أيّ الصناعي على ثلاثةٍ من الأنواعِ

(159) تعـليمـُ مـن بطبعه يجيدُ قراءةً أوْ شأنُهُ التقليدُ

(160) أو كان من حُكْمِ الوقوف يدري أو من مسائل اختلافِ القرّا

قال ابن غازي يشرح هذه الأوجه الثلاثة للواجب الصناعي :"الأوّل : ما كان من مسائل الخلاف نحو قوله {تجري من تحتها الأنهار} آخر التوبة ونحو قوله {فإنّ الله هو الغني الحميد} فإنّ الأوّل قرأه ابن كثير بزيادة {من} قبل {تحتها الأنهار} , وقرأه الباقون بترك تلك الزيادة . والثاني قرأه نافع وابن عامر و وكذا أبو جعفر بترك {هو} فيصير اللفظ {فإنّ الله الغنيّ الحميد} وقرأه الباقون {فإنّ الله هو الغني الحميد} بزيادة {هو}قبل {الغنيّ} وهذا الواجب أعني ما كان من وجوه الاختلاف لا يأثم تاركه ولا يتّصف بالفسق .

والثاني : ما كان من جهة الوقف فإنّه لا يجب على القارئ الوقف على محل معيّن بحيث لو تركه يأثم , ولا يحرم الوقف على كلمة بعينها إلاّ إذا كانت موهمة وقصدها و فإن اعتقد معناها كفر والعياذ بالله كأن وقف على قوله {إنّ الله لا يستحيي} {ومن إله إلاّ الله} {وإنّي كفرتُ} وشبه ذلك , ومعنى قولهم لا يوقف على كذا معناه أنّه لا يحسن الوقف صناعة على كذا وليس معناه أنّ الوقف يكون حراماً , قالوا : ونحو قوله {لقد سمع الله قول الذين قالوا } وابتدأ بما بعد ذلك[7] فيحرم عليه فإن اعتقد معناه كفر كما هو ظاهر" [8]

"والثالث : وجوبه على من أخذ القراءة علي شيخ متقن ولم يتطرّق إليه اللحن سبيلا من غير معرفة أحكام وعلى العربي الفصيح الذي لا يتطرق غليه اللحن سبيلا بأن كان طبعه القراءة بالتجويد من غير أن يخلّ بشيء في قراءته من الأحكام المجمع عليها فإن تعلم هذين للأحكام أمر صناعي أما من أخلّ بشيء من الأحكام المجمع عليها أو لا يكون عربيا فلا بدّ في حقّه من تعلّم الأحكام والأخذ بمقتضاها من أفواه المشايخ فإن لم يفعل أثم بالإجماع ." اهـ[9]

يبدو أنّ هذه الأقسام والأنواع المذكورة ها هنا إمّا أنّها لا تخرج في حقيقة الأمر عن كونها مطلوبة عند القراء لكن ليس على سبيل اللزوم الشرعي الذي يوجب تركه المعصية والإثم كطلبهم نهاية التحسين والإتقان في التجويد ما يتطلّب اجتناب اللحون الخفية فهو واجب في علمهم مطلوب في فنّهم من تركه عزّر بما يقتضيه عرفهم ...والواجب في الوقف ؛ نصّ غير واحد من الأئمة على وجوب بعض القفات في القرآن الكريم ولزومها ووضعوا لها علامات خاصة في القرآن الكريم عرّفه الشيخ الحصري رحمه الله بقوله : " هو الوقف على كلمة لو وصلت بما بعدها لأوهم وصلها معنى غير المعنى المراد ..."[10]ولكن هذا الوجوب واللزوم لا يقصد به اللزوم الشرعي الذي يأثم تاركه وإنّما لزوما ووجوبا صناعي خاص كما قال الحصري :" ...وسمي الوقف على هذه المواضع وما شاكلها لازماً للزومه وتحتّمه , وليس معنى ذلك أنّه لازم شرعاً بحيث يستحقّ القارئ الثواب على فعله , والعقاب على تركه , بل المعنى أنّه لازم لجودة التلاوة , وإحكام الأداء , فالقراءة لا تكون جيّدة الصنع , محكمة النسج , بديعة النسق إلاّ إذا روعيت فيها هذه الوقوف ."[11] وهذا القسم من الوجوب هو الذي أشار إليه الإمام الحافظ ابن الجزري بقوله في المقدمة

وليس في القرآن من وقف وجب ولا حرام غير ما له سبب

يقول الملا علي القاري في شرح هذا البيت ما نصّه : "...فيجوز وصل الكلمات من أوّلها على آخرها في القرآن العظيم , ولا يكون فاعله تاركاً لواجب عليه بمعنى أنّه يأثم بترك الوقف لديه, وإنّما ينبغي له بالوجوب الاصطلاحي[12] ويستحب له باللزوم العرفي في مراعاة الوقوف القرآنية..."[13]

ونفس الكلام تقريبا يقال عن القسمين الأخيرين ؛ فخلاف القراء في بعض الأحرف لازم لا يجوز العدول عنه إلى غيره لكن الأخذ بوجه دون وجه لا يوجب الإثم الشرعي ...والتجويد واجب وتعلّه لازم متعلق بذمة جميع المكلفين بقراءة شيئا من كتاب الله عزّ وجلّ لكنّ من أتقن القراءة بالتلقين أو بالطبع دون تعلّم لقواعده ومسائله لا يوقعه في الإثم الشرعي ولا يسمى عاصيا ... والله أعلم بالحقّ والصواب .

3. الواجب الاصطلاحي : هو الذي يطلق في مقابلة اللازم والجائز والممتنع

· فاللازم ما أجمع القراء على حكمه من جميع الوجوه أو هو ما أجمع القراء على حكمه وصفة حكمه مثاله : المدّ اللازم في نحو : {ألم}, {يس} في فواتح السور وفي {ولا الضالّين} و {ءالـْـآنَ} و{محيايْ} ونحو ذلك...فقد أجمعوا على المدّ وعلى أنّه لا يقلّ عن ستّ حركات... ومثله إبدال الهمز في نحو {ءادم} و{إيمان} و{أوتي} فقد أجمعوا على تغييره وعلى أنّه لا يغيّر إلاّ بالإبدال ...وقد يطلق بعضهم على هذا النوع اصطلاح الواجب الصناعي كما تقدّم قريبا...

· الواجب هو ما أجمع القراء على حكمه و لكن ليس من جميع الوجوه أو هو ما أجمع القراء على حكمه دون صفات هذا الحكم ومثاله في مقابل الأمثلة المتقدمة في اللازم ؛ المدّ الواجب وهو المدّ المتّصل الذي أجمع القراء على مدّه ولكنّهم اختلفوا في مقدار هذا المدّ وحكم الهمزة الثانية في {ءالذكرين} , {ءالله} , {ءالان} أجمعوا على تغييرها و اختلفوا في طريقة هذا التغيير فذهب أكثرهم إلى التغيير بالإبدال واختار آخرون التغيير بالتسهيل ...

· الجائز ما اختلف القراء في حكمه ومثاله في مقابل الأمثلة المتقدمة ؛ المدّ الجائز في المنفصل نحو {بما أنزل}والعارض نحو الوقف على {العالمين} والبدل نحو {ءادم} اختلف القراء في حكم مدّه بين من زاد على ما في أصله وبين من قصره على ما فيه من المدّ الطبيعي , وتغيير الهمز في نحو أَءَرباب , أَءِله , أَءُلقي ...اختلفوا بين من أجاز التغيير بمختلف أوجه التغيير وبين من منعه وقرأ بالتحقيق

· الممتنع : ما أجمع القراء على إسقاط الحكم فيه كامتناع المدّ في بعض الأحرف وامتناع الإدغام في أخرى وهكذا ...



[1] الحدود في أصول الفقه للباجي ص80 , علم أصول الفقه لعبد الوهاب خلاف ص105 وما بعدها ,الواضح في أصول الفقه للدكتور محمد عبد الله سليمان الأشقر , إرشاد الفحول للشوكاني ص17 مذكرة الشنقيطي على روضة الناظر ص31 ـ 32

[2] الشيخ عثمان بن سليمان مراد رحمه الله : نظم السلسبيل الشافي في التجويد , هو نظم جامع في أحكام التجويد يتكون من 265 بيت

[3] البيت رقم 155

[4] نهاية القول المفيد ص43

[5] محمد مكي نصر الجريسي : نهاية القول المفيد في علم التجويد ؛مكتبة الصفا 1999م 1420هـ ص42

[6] معجم مصطلحات علم القراءات للدكتور عبد العلي المسئول ص336

[7] تمام الآية {لقد سمع الله قول الذين قالوا إنّ الله فقير ونحن أغنياء سنكتب ما قالوا وقتلهم الأنبياء بغير حقّ ونقول ذوقوا عذاب السعير}

[8] نهاية القول المفيد ص44

[9] نفسه ص44 ـ 45

[10] محمود خليل الحصري : معالم الاهتداء إلى معرفة الوقوف والابتداء ؛ مكتبة السنة القاهرة 1423هـ 2002م ص14

[11] نفسه ص15

[12] يقصد الوجوب الصناعي بدليل قوله (اللزوم العرفي)

[13] المنح الفكرية ص136

الجمعة، 23 يوليو 2010

أحكام الراء

فصل

أحكام الراء وبيان اختلافهم في ترقيقها وتفخيمها

-1- التعريف بالراء:

حرف أصلي فصيح يخرج من طرف اللسان من جهة ظهره وما يحاذيهما ولثة الثنية العليا يتصف حرف الراء بسبع صفات هي التوسط بين الشدة والرخاوة والجهر والأستفال - على خلاف فيه سيأتي بيانه - الانفتاح والإذقان والإنحراف واختصت بصفة التكرير[1][126].

-2- التعريف بالتفخيم والترقيق:

" الترقيق من الرقة وهو ضد السمن فهو عبارة عن انحراف ذات الحرف وتحوله، والتفخيم من الفخامة وهي العظمة والكثرة فهي عبارة عن ربُوِّ الحرف وتسمينه "[2][127] [3][128].

-3- ما هو الأصل في الراء؟

أي هل الأصل فيها الترقيق أم التفخيم؟ وللقراء ومشايخ الأداء في هذه المسألة ثلاثة أقوال مشهورة:

أ- القائلين بأن الأصل فيها التفخيم وأنّ الترقيق عارض وهو مذهب الجمهور واحتجوا بأنّ التفخيم يحتاج إلى سبب بخلاف الترقيق والمقرر، كما لا يخفى على أحد أنّ الفرع هو الذي يحتاج إلى سبب بخلاف الأصل. واحتج له مكي بقوله: " إن كل راء غير مكسورة فتغليظها جائز وليس كل راء فيها الترقيق، ألا ترى أنّك لو قلت رغدا و رقد ونحوه بالترقيق لغيرت لفظ الراء إلى نحو الإمالة ، قال وهذا مما لا يمال ولا علة فيه توجب الإمالة " إنتهى وكلامه هذا لا يخرج عن الإحتجاج بما تقدم. واحتج بعضهم بما في مخرجها من التشابه بحروف الإستعلاء قائلين أنّ تمكنها في ظهر اللسان يقرّبها من الحنك الأعلى الذي به تتعلق حروف الإستعلاء وتمكن منزلتها فيه بسبب ما يعتريها من التكرار.

ب- قال بعضهم إنّها عارية عن وصفي الترقيق والتفخيم فتفخم لسبب وترقق لسبب آخر، قال ابن الجزري: " وقال آخرون ليس للراء أصل في التفخيم ولا في الترقيق وإنّما يعرض لها ذلك بحسب حركتها فتترقق مع الكسرة لتسفلها وتفخم مع الفتحة والضمة لتصعدها فإذا سكنت جرت على حكم المجاور لها "، وقالوا لو كان الأصل فيها التفخيم لما جاز ترقيقها لسبب خارج عنها[4][129]، قال بعضهم: " وأيضا فقد وجدتها ترقق مفتوحة ومضمومة إذا تقدمها كسرة أو ياء ساكنة فلو كانت في نفسها لسبب خارج عنها كما كان ذلك في حروف الإستعلاء ".

ج- قول ثالث كأنه يجمع بين المذهبين ذكره الأستاذ المارغني في النجوم الطوالع مفاده أنّ للراء أصلين يقولون: "أنّ الأصل في الراء الإستفال إذ اختص الإستعلاء بحروف " خُصَ ضَغَط قِظْ " إلاّ أنّه صار لها أصل ثاني بسبب المشابهة ألا وهو التفخيم بسبب مشابهتها لحروف الإستعلاء لخروجها من طرف اللسان وما يليه من الحنك الأعلى الذي هو محل حروف الإستعلاء... ولقوة هذا الشبه صار التفخيم فيها لا يحتاج إلى سبب بخلاف الترقيق... وهذا معنى قولهم الأصل الثاني"[5][130].

* ومذهب الجمهور أَوجه والمذهب الثالث أظهر في رواية ورش قال ابن الجزري معلقاً على المذهبين الأول والثاني[6][131]: "والقولان محتملان والثاني أظهر لورش من طرف المصريين[7][132] ولذلك أطلقوا ترقيقها واتسعوا فيه كما قدمنا".

أثر هذا الخلاف وفائدته: تظهر بعض فوائد هذا الخلاف وأثره فيما يلي:

* الوقف على الراء المكسورة بالسكون إذا لم يجاورها موجب الترقيق نحو الوقف بالسكون على العَصْرِْ و القَدْرِْ فإنه بالوقف تزول كسرة الراء الموجبة لترقيقها فتفخم على القول الأول، وترقق على القول الثاني من حيث إن السكون عارض وأنه لا أصل لها في التفخيم ترجع إليه فيتوجه الترقيق[8][133].

* وإذا لفظت بالراء مقترنة بهمزة الوصل هكذا ارْ كلفظك إبْ، إقْ، إفْ اختلفوا في تفخيمها وترقيقها لاختلافهم في أصلها على القول الأول تفخم وعلى القول الثاني ترقق قال ابن الجزري: " وكلاهما محتمل إذ لا نعلم كيف ثبت اللفظ في ذلك عند العرب".

* وتظهر فائدة الخلاف وأثره في كيفية وطريقة دراسة أحكام الراء فعلى القول الأول تستوعب أحكامها بدراسة أسباب الترقيق -وهو أسلوب سهل وعملي-* وعلى القول الثاني يلزم دراسة جميع أحوال الراء المتحركة بالحركات الثلاث والساكنة والتي تقع في أول الكلمة ووسطها وآخرها وما أصعبها وأشقاها وأطولها من طريقة.

-4- أسباب ترقيق الراء في رواية الإمام ورش:

خصصنا هذا المبحث براءات ورش دون غيرها من القراء ولم نجمعهم في مبحث واحد كما جرت عادتنا عليه لكثرة ما رققه في الباب وكذا ما استثناه منه - ولسعة الخلاف بينه وبين غيره وذلك حتى لا تلتبس أصوله على الطالب بأصول سواه - رقق الإمام ورش من الراءات ما يأتي:

1. كل راء مكسورة: بلا خلاف عنه فيها[9][134]، أمثلة: رِزق، رِجس، رِيح، رِجال، رِضوان، فارِض، فارِهين، كارِهين، الطارِق، القارِعة، النورِ، بالزبرِ، من الدهرِ، الفجرِ، في الحرِ.

2. الراء المسبوقة بكسر: أمثلة: فِرْعون، شِرْعة، شِرْذمة، الفِرْدوس، احصِرْتم، فِرَاشا، سِرَاجا، كِرَاما، دِرَاستهم، قِرَدة، آخِرَة، شاكِراً، حاضِراً، ظاهِراً، كبائِرَ، الحناجِرَ، كبِّر، لتفجِر.

واستثنى من هذه القاعدة ما يلي:

* إذا كان الكسر غير لازم نحو: امِ ارْتابوا، يابنيِ ارْكب. في حالة الوصل: اِرْتدوا، اِرْجعوني. في حالة الابتداء بهمزة الوصل المكسورة: لحكمِ رَبك، اِرَسول، بِرَب لأنّ الكسرة في جميع ذلك ليست من أصل الكلمة.

* إذا وقع بعد الراء حرف استعلاء في صِرَاط، الصِرَاط كيف ما وحيثما وقعت فِرَاقُ في سورة القيامة، قِرْطاس في الأنعام، فِرْقة، إِرْصادا في التوبة، مرْصادا في النبأ، بالمرْصادا في الفجر، واختلفوا في " كل فِرْقٍ كالطود " في الشعراء فيها الوجهان والترقيق مقدم[10][135].

* إِرَم نص الداني في التيسير والشاطبي في نظمه على تفخيمها لعجميتها.

* ضِرَارَا، فِرَارَا، الفِرَارُ فخمها ورش عليه رحمة الله بلا خلاف عنه لتكرارها.

* سِرَاعا، ذِرَاعا، ذِرَاعيه[11][136] الجمهور على ترقيقها ومنهم الداني في التيسير والشاطبي ونص بعضهم على تخفيمها من أجل العين وذكر في جامع البيان الوجهين.

* سَاحِرَان، تَنْتَصِرَان، طَهِّرَا [12][137] رققها الجمهور وفخمها بعضهم من أجل ألف التثنية ونص الداني في جامعه على الوجهين.

* حصِرَت صدورهم[13][138] وصلاً فخمه بعضهم من أجل حرف الإستعلاء بعده والجمهور على ترقيقه وصلا ووقفا وذكر الوجهين في جامع البيان وقال ابن الجزري: "والأصح ترقيقها في الحالين ولا اعتبار بوجود حرف الإستعلاء بعد لانفصاله وللإجماع على ترقيق الذِكْرَ صَفْحًا، لـيُنْذِرَ قَوْمًا، المُدّثِرْ قُمْ فَـأَنْذِرْ".

3. الراء المسبوقة بياء: أمثلة: خيْرَا، طيْرَا، ستْرَا، قديرا، خبيرا، كبيرا، غير، ضير، الفقير، الحمير، الخنازير. استثنى من هذه القاعدة ما يلي:

* حَيْرَان الأنعام، قال محمد الإبراهيمي في المحجة في تجويد القرءان ص214: : فمن نظر إلى زيادة الألف والنون وعدم صرفه فخمه حملا على عمران ومن نظر إلى كون حيران عربي و عمران عجمي وقف وهو الأشهر". ومعنى كلامه أنّ في هذه الكلمة الوجهين مع تقديم الترقيق عند المغاربة وتقديم التفخيم عند المشارقة.

عشيِرَتُكُم في التوبة فخمها غير واحد من الأئمة وقطع الداني في التيسير بالترقيق ونص على الوجهين في جامع البيان والشاطبية.

4. الراء التي حال بينها وبين الكسر ساكن بأربعة شروط:

أولها: أن لا يكون هذا الساكن حرفا من حروف الإستعلاء سوى الخاء. الثاني: أن لا يأتي بعدها حرف استعلاء. الثالث: أن لا تتكرر الراء. الرابع: أن لا تكون كلمة أعجمية وعلى ذلك استثنى ما يلي:

* إِصْرَا في البقرة، إِصْرَهم في الأعراف، مِصْراً منوناً في البقرة وغير منون في يونس موضع وفي يوسف موضعان وفي الزخرف موضع، قِطْرَا في الكهف، فِطْرَت الله في الروم، وِقْرَا في الذاريات، فقد فخمها الإمام ورش من طريق الأزرق بلا خلاف عنه يذكر أمّا إِخْرَاج و إِخْرَاجهم ونحوه فلم يعتبر الخاء حاجزاً ومانعاً من الترقيق ولكن أجراه مجرى غيره من الحروف المستفالة لضعفه.. ولذا رقق الراء بلا خلاف عنه[14][139].

* فخم ما جاء بعده حرف استعلاء ولم يقع في القرءان في سوى كلمتين إِعْرَاضا في النساء، إعْرَاضهم في الأنعام بخلاف أمّا الإِشْرَاقِ في ص فاختلف فيه من أجل كسرة القاف رققه غير واحدٍ من الأئمة وهو قياس ترقيق فِرْقٍ وأجرى في جامع البيان فيه الوجهان وفخمه الأكثرون وهو اختيار الداني وهو القياس.

* فخم المكرر منه والواقع في القرآن من هذا القبيل كلمتان مِدْرَارَا، إِسْرَارَا فخمها بلا خلاف.

* فخم بسبب العجمة ثلاث كلمات إِبْرَاهيم، إِسْرَائيل، عِمْرَان.

* وأزيد هذا شرطا خامسا قلّ من نبّه إليه وهو أن لا يكون الكسر عارضا نحو: اِمْرَأة، اِمْرُؤ فإن الراء حينها تفخم وجهاً واحدا.

ومما استثني له كذلك واختلف عنه فيه ممّا لا تشمله هذه الشروط الخمس ما يلي:

* ما وقع منوناً بالأصل في الأصول الثلاثة المتقدمة[15][140] أمثلة: سَامِرًا، صَابِرًا، مُبْصِرًا، مُهَاجِرًا، ذِكْرًا، سِتْرًا، خَيْرًا، طَيْرًا، قَدِيرًا، كَبِيرًا، تَطْهِيرًا، قَوَارِيرًا اختلفوا عن ورش فيها فبعضهم رقق ذلك كله ومن أشهر من قال به أبو الحسن ابن غلبون صاحب التذكرة وشيخ الداني وهذا هو القياس.

وذهب بعضهم إلى استثناء ذلك كلّه وتفخيمه من أجل التنوين الذي لحقه حكاه الداني عن أبي طاهر وعبد المنعم وجماعة والجمهور ذهبوا إلى التفصيل فقالوا بترقيق جميع ذلك سوى :

ذِكْرًا وأخواتها وهي ست كلمات ذِكْرًا، سِتْرًا، وِزْرًا، اِمْرًا، حِجْرًا، صِهْرًا[16][141] وعلى هذا نقول يجوز في الست الوجهان والتفخيم مقدم -وهذا معروف في بلدنا مأخوذ به عندنا- أما باقي المنون بالفتح فيجوز فيه كذلك الوجهان مع تقديم الترقيق والمشهور المعروف عندنا أنّه لا يقرأ بسوى الترقيق[17][142].

تنبيه: سوّى الحافظ أبو شامة وتابعه على ذلك الجعبري بين المنون والمفتوح والمصموم، قال أبو شامة: "ولا يظهر لي فرق بين كون الراء في ذلك مفتوحة أو مضمومة بل المضمومة أولى بالتفخيم لأنّ التنوين حاصل مع ثقل الضم قال وذلك كقوله تعالى ذِكْرٌ " إنتهى.

والحقّ أن كلامه هذا مجرد تعليلات وتوجيهات لا ترد بها النصوص ولا تعدّل -والرواية هي التي خصّت المنون المفتوح بالتفخيم والأصل في القراءة النقل والرواية والتعليل والتوجيه تابع له- فليعلم القارئ هذا وليعيه جيدًا فإنّه منهم ولهذا قال ابن الجزري[18][143] متعقبا كلام آبي شامة: " ... هذا كلام من لم يطلع على مذاهب القوم في اختلافهم في ترقيق الراءات وتخصيصهم الراء المفتوحة بالترقيق دون المضمومة وأنّ من مذهبه ترقيق المضمومة لم يفرق بين ذِكْرٌ، بِكْرٌ، سِحْرٌ، شَاكِرٌ، قَادِرٌ، مُسْتَمِرْ، يَغْفِرْ، تَقْدِرْ.

* واختلفوا عنه في وِزْرَك و ذِكْرَك[19][144] في ألم نشرح فخمها من فخمها من أجل تناسب رؤوس الآي ورققها الجمهور على القياس والوجهان من جامع البيان وقال فيه أنه يختار الترقيق.

* وِزْرَ أخرى2 فخمه مكي وغيره والوجهان في جامع البيان ورققه الجمهور على القياس.

* إِجْرَامي2 رققه الأكثرون وفخمه بعضهم وذكر مكي في تبصرته أنّ فيها الوجهين وقال إن ترقيقها أكثر.

* حِذْرُكم2 فخمه مكي وغيره ورققه الجمهور وهو القياس.

* لعِبْرَة، كِبْرَه2 فخمهما مكي وغيره ورققهما الجمهور.

* عِشْرُون، كِبْرٌ ما هم ببالغيه2 رققها الجمهور وعلى رأسهم الداني والشاطبي وفخمها أبومحمد صاحب التبصرة والمهدوي وابن سفيان وغيرهم.

5. الراء الممالة:

وهي كل راء جاءت بعدها ألف مقصورة[20][145] أمثلة: قرى، صغرى، كبرى، نصارى، مجريـها، ذكريـها، ويستثنى من هذه القاعدة أصلان وحرف واحد فأمّا الأصلان:

* إذا جاء بعد ألف الراء ساكن نحو: القُرَى، اَلّتِي فإن الراء ترقق حينها تبعًا للتقليل في حالة الوقف دون الوصل لأنها في حالة الوصل تحذف الألف بسبب التقليل.

* إذا كانت الراء منونة فإنها ترقق كذلك تبعًا للتقليل في حالة الوقف دون الوصل نحو: قُرَى مُشيدة.

* أما الحرف المخصوص فهو أريـكم في سورة الأنفال فيه الوجهان التفخيم والترقيق.

6. الراء المسبوقة بألف ممالة[21][146]: ولا تكون الراء حينها إلاّ مكسورة وإنما خصصنا هاهنا بالذكر ولم ندرجها في مبحث الراء المكسورة لأنّ سبب ترقيقها هو الإمالة لا الكسر ولأنها ترقق وصلا ووقفا بخلاف الراء المكسورة، أمثلة: النّـارِ، النّهارِ، الانصارِ، الدّارِ، هارِ، الغارِ. ويستثنى من هذه القاعدة كلمة واحدة في حالة الوقف هي الجار بموضعين في سورة النساء فإنّها ترقق في حالة الوصل وجهًا واحدًا [22][147] أما وقفا فإن فيها الوجهان تبعا التقليل والفتح إذا قللت لألف قبلها رققت الراء وإذا فتحت فخمت والمقدم الترقيق.

7. الترقيق من أجل الترقيق: وذلك في كلمة واحدة بِشَرَرٍ في سورة المرسلات وصلا ووقفا. رققت الراء الأولى المفتوحة في حالة الوصل بسبب ترقيق الثانية ورققت الثانية في حالة الوقف بسبب ترقيق الأولى فهو ترقيق من أجل الترقيق في الحالتين. ذهب إلى هذا الجمهور وبه قطع في التيسير والشاطبية وحكى على ذلك اتفاق القراء.

ملحوظة: وقياس ترقيقه ترقيق الضَرَرِ لكن قال ابن الجزري عليه رحمة الله (2/98): " ولا نعلم أحدا من أهل الأداء روى ترقيقه وإن كان سيبويه أجازه وحكاه سماعًا من العرب وعلل أهل الأداء تفخيمه من أجل حرف الإستعلاء قبله "اه.

-5- أسباب ترقيق الراء في روايتي قالون وحفص:[23][148]

-1- الراء المكسورة مطلقا: رِجال، المطهرِين، القدرِ.

-2- الراء الساكنة المسبوقة بكسر أمثلة: نَغْفِرْ، فِرْعَوْن، أُحْصِرْتم.

بشرط أن لا يليها حرف استعلاء وأن يكون الكسر لازما.

* فأما التي جاء بعدها حرف استعلاء فالواقع في القرءان منها خمسة فخمت بلا خلاف عنها هي قِرْطاس في الأنعام، فِرْقة، إِرْصادا كلاهما بسورة التوبة، مِرْصادا في سبأ، بالمِرْصاد في الفجر أما فِرْقٍ التي في الشعراء فالخلاف فيها عنهما كالخلاف عن ورش سواء وقد تقدم وحاصله أنّه يجوز فيه الوجهان والترقيق مقدم.

* أما ما كان الكسر فيه غير لازم فكثير نحو: آرْتدوا، آرْتابوا في حالة الابتداء بهمزة الوصل المكسورة وكذا إذا وصلت بما قبلها وكان ساكنا نحو: يا بني آرْكب، أمِ ارْتَابوا [24][149] أو كان مكسورًا كسرًا أصليا نحو: ربِ ارْجعمني.

-3- الراء الساكنة المسبوقة بالباء: ولا تكون إلا في حالة الوقف لاستحالة إجتماع الساكنين في حالة الوصل[25][150] أمثلة: طَيْرْ، خَيْرْ، الفَقِيرُ، الحَسِيرُ، الخَنازِيرُ ولم يستثنوا منها شيء.

-4- الراء الساكنة التي حال بينها وبين الكسر ساكن: وهذه القاعدة غفل عنها كثير من الأخوة رغم أنّها من المجمع عليها بين القراء، ولا تقع هذه الحالة إلا وقفا أمثلة: سِحْرْ، بِكْرْ، ذِكْرْ.

واختلف عنها في حرفين اثنين عَيْنُ القِطْرِ في سبأ، مِصْرَ موضع يونس وموضعي يوسف وموضع في الزخرف وسيأتي ذكر ما قيل فيهما في مبحث الوقف على الراء.

-5- الراء الممالة: وهي كلمة واحدة في رواية حفص مَجْرَيهَا في هود لا غير. وكلمة واحدة في رواية قالون هي تَوْرِية حيثما وقعت.

-6- الراء المسبوقة بألف ممال: كلمة واحدة في رواية قالون هي هـار في سورة التوبة.

-6- أحكام الراء في حالة الوقف:

الوقف على أواخر الكلم يكون إمّا بالسكون وهو الأصل والأكثر والأشهر أو بالإشمام ولا يكون إلا على الضم أصلي و بالرّوم و لا يكون إلا على الضم أو كسر أصليين... هذا من جهة ومن جهة أخرى ليعلم القارئ أنّ أحكام الوقف بالروم على أواخر الكلم هي نفس أحكامها على في حالة الوصل أي أنّ الكلمة يوقف عليها بمثل ما توصل به أما الإشمام فإنّ له نفس أحكام الوقف على السكون.

أ- السكون والإشمام: قال ابن الجزري 2/105: " إذا تقرر هذا فاعلم أنّك متى وقفت على الراء بالسكون أو بالإشمام نظرت إلى ما قبلها فإنْ كان قبلها كسرة أو ساكن بعد كسرة أو ياء ساكنة أو فتحة ممالة أو مرققة نحو: [ ذكر] الشعر، الخنازير، لا ضير، نذير، نكير، العير، الخير، بالبر، القناطير، إلى الطير، في الدار، كتاب، الأبرار عند من أمال الألف و بشرر عند من رقق الراء وإن كان قبلها غير ذلك فخمتها هذا هو القول المشهور والمنصور " انتهى.

ب- الرّوم: قال ابن الجزري: " ومتى وقفت عليها بالروم اعتبرت حركتها فإن كانت كسرة رققتها للكل وإن كانت ضمة نظرت إلى ما قبلها فإن كانت كسرة أو ساكن بعد كسرة أو ياء ساكنة رققتها لورش وحده من الأزرق فخمتها للباقين وإن لم يكن قبلها شيء فخمتها للكل << إلا إذا كانت مكسورة فإن بعضهم يقف عليها بالترقيق >> "[26][151].

* [27][152] اختلف عن ورش في حرف الجَـارِ في النساء فإنّ فيها الوجهين الترقيق والتفخيم تبعا للتقليل والفتح مع تقديم الترقيق.

* الوقف على قِطْرِ يجوز فيه الوجهان مع تقديم الترقيق، الوقف لى مِصْرَ يجوز فيه الوجهان مع تقديم التفخيم والمغاربة لا يعرفون سواه ذكر المارغني عليه رحمة الله.

* الوقف على أنِ اسْرِ في سورة طه - الشعراء فيها الوجهان الترقيق مقدم.

* الوقف على فاسْرِ في سورة هود والدخان ألحقها ابن الجزري في حكم بـ أن اسْرِ وقاسها عليها والذي في المذكر والنجوم الطوالع أن فيها التفخيم وجها واحداً والله أعلم.

* الوقف على يسرى في سورة الفجر، نذر في سورة القمر، الجواري في الشورى والرحمن - التكوير فإنّ فيها الترققيق وجهًا واحدًا.

ملحوظة: العلاقة بين مد البدل وترقيق الراء ذكرًا هذا الحكم خاص برواية ورش من طريق الأزرق

البدل ذكرًا لورش

<... الذين ءامنوا ...... إليكم ذكرا > الطلاق

ق الوجهان بدون تقديم

تو التفخيم

طو الوجهان بدون تقديم



[1][126] راجع فصل المخارج والصفات.

[2][127] من النشر 2/90 ونحوه في المذكرة والنجوم الطوالع.

[3][128] اختص تسمين الراء بلفظ التفخيم واللام بالتغليظ وقد يطلق أحدهما على الآخر وعبّر بعض المغاربة على رأسهم الداني عن ترقيق الراء بالإمالة بين اللفظين فليعلم هذا فإنّه مهم لمن شاء التوسع والبحث في مذاهب القراء والنظر في مصنفاتهم.

[4][129] يقصدون أنه ضعيف ليست له القدرة على إخراج الراء عن أصلها.

[5][130] انظر " الخلاصة المهداة في مباحث المخارج والصفات " و " رفع الستار " ص 100-101.

[6][131] ولم يذكر في النشر القول الثالث.

[7][132] الأزرق وغيره بخلاف الأصبهاني.

[8][133] ذكره سبط الخياط (**) في التبصرة وقال أكثر هذا الباب إنما هو قياس على الأصل وبعضه أخذ سماعاً وبعضهم يقف على الراء بما يقرأها به في حالة الوصل قال أبو الحسن الحصري: وما أنت بالترقيق وأصله فقف عليه به إذا أنت فيه بمضطر.

(**) بل مكي في التبصرة ( لكل من مكي وسبط الخياط كتاب بهذا العنوان لكن عن الإطلاق بتوجه الكتاب لتبصرة مكي لعلمه وفضله وشهرته والله أعلم ).

* سنلتزم به في هذه المدونة.

[9][134] الكلام هنا خاص بأحكام الراء في حالة الوصل أما الموقوف عليها فسيأتي بيان أحكامها في آخر هذا الفصل.

[10][135] جمهور المغاربة والمصريين على ترقيقها وسائر أهل الأداء من المشرق على تفخيمها والوجهان منصوص عليهما في الشاطبية وجامع البيان، قال ابن الجزري: " والوجهان صحيحان إلاّ أنّ النصوص متواترة على الترقيق وظاهر ما ذهب إليه الداني في التيسير التفخيم لأنه القياس ولكنه قال في جامعه أن من الناس من يفخم راء " فرق " من أجل حرف الإستعلاء قال والمأخوذ به الترقيق لأن حرف الإستعلاء قد انكسرت صولته لتحركه بالكسر " اه.

[11][136] ونص غير واحد من الأئمة على ترقيقها للكسر قبلها وهو القياس نص الداني في جوامع البيان على الوجهين.

[12][137] والذي قرأت به وبه أقرئ الترقيق في " حصرت صدورهم " وكذا ماستثنى بسبب العين أو ألف التثنية وجهاً واحداً - وأهل البلد لا يعرفون سواه.

[13][138] وبالتفخيم قرأت وبه أقرئ.

[14][139] سيأتي الكلام على " قِطْرِ و مِصْرِ " وحكمهما في حالة الوقف في آخر هذا الفصل.

[15][140] أي سواء كانت الراء مسبوقة بكسر نحو " شاكِرًا " أو بياء نحو " خَبِيرًا " أو حال بينها وبين الكسر ساكن نحو " ذِكْرًا ".

[16][141] النشر 2/95-96.

[17][142] وبه قرأت وبه أقرئ.

[18][143] النشر 2/95-96.

[19][144] والذي قرأت به في جميع ذلك الترقيق وبه أقرئ ببعض التساهل فيما يصعب ترقيقه أو اعتادت الألسان تفخيمه كحرفي " ألم نشرح " و " وزر أخرى ".

[20][145] لأنّ التقليل والإمالة يقتضيان الترقيق قراءة لا لغة كما سيتضح لنا ذلك في باب الامالة.

[21][146] تقدم قولنا لأن الامالة تقتضي في القراءة الترقيق.

[22][147] ترقق وصلاً وجهاً واحداً نعم ولكن في سبب ترقيقها الوجهان تبعاً التقليلها وفتحها إذا قللتها وهو المقدم رققت الراء بسبب التقليل وإذا فتحتها رققت الراء كذلك ولكن بسبب الكسر هذه المرة.

[23][148] وهي نفسها في رواية أبي بكر وطريق الأصبهاني عن ورش.

[24][149] لأنّ الساكن الأول حينها يكسر ولكن هذه القاعدة ليست على إطلاقها، أنظر أحكام إلقاء الساكنين.

[25][150] أنظر نفس الصفحة.

[26][151] هذا القول الأخير << >> ليس بقوي والله أعلم.

[27][152] هذه بعض الكلمات التي اختلف فيها عليها بالسكون.