الجمعة، 23 يوليو 2010

المدّ من أجل السبب المعنوي

مباحث: المد لأجل السبب المعنوي

إنّ سبب الزيادة في المدّ عند العرب نوعان لفظي -وهو ما تقدم الكلام عليه ولا يكون إلاّ سكونا أو همزا-، ومعنوي -وهو موضوع بحثنا- وهو الذي يقصدون به المبالغة في التعظيم أو النفي أو النداء أو الإستغاثة أو الدعاء أو التعجب أو التبرئة وغيرها من دواعي المبالغة وهو سبب قوي في لغة العرب وإن كانت قوته لا ترتقي -في القراءة- ولا تبلغ قوة السبب اللفظي. ومنه مدّ التعظيم في كلمة التوحيد في نحو: " لا إله إلا اللّه، لا إله إلا هو، لا إله إلا أنت " فإنّهم مبالغون في نفي الألوهية ممّا دون اللّه بزيادة مطّ في حرف المدّ، وهو خاص بأصحاب القصر في المنفصل -بالطبع- كالإمامين قالون وحفص ومقدار المدّ فيه التوسط على ما اختاره ابن الجزري ونص عليه غير واحد من الأئمة عليهم رحمة اللّه قال الإمام النووي في كتاب الأذكار: " ولهذا كان المذهب الصحيح المختار استحباب مدّ الذاكر قوله لا إله إلا اللّه لما ورد فيه من التدبر"، قال: " وأقوال اللّسان وأئمة الخلف في مدّ هذا مشهورة -والله أعلم-"اه[1][110].


[1][110] مدّ الإمام حفص من طريق هبيرة عنه لا ريب بالتوسط للسبب المعنوي ومدّ حمزة " لا " التي للتَّبرئة في نحو: لا ريب فيه، لا شية فيها، لا مرد له، لا جرم... بالتوسط كذلك.

هناك تعليق واحد: