الجمعة، 23 يوليو 2010

مباحث الحروف الهجائية في أوائل السور

مباحث: الحروف الهجائية في فواتح السور[1][105]

هي الحروف التي أنزلت في أوائل بعض السور قيل للإبتداء بها أي ابتلاء المؤمنين بالتسليم والإيمان بما يجهلون مقصده ومعناه قيل لتحدي العرب وأن المقصود بها أنّ هذا القرآن الذي عجزت فصحاء العرب وشعراؤهم عن الإتيان به إنما هو من جنس هذه الحروف الموجودة عندهم... وقيل غير ذلك.

* القاعدة والأصل في قراءتها "أنها تقرأ بحسب إسمها لا بحسب رسمها"، فتقرأ " أَلَمِ " أَلِفْ لاَمْ مِيمْ، " كهيعص" كَافْ هَا يَا عَيْنْ صَادْ، هذا هو الذي أجمع عليه القراء قديماً وحديثاً ولا يعرفون سواه وهذا هو الذي يفهم من قوله صلى الله عليه وسلم لا أقول لكم ألم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف والمقصود بالحرف في الحديث الكلمة كما هو معناه اللغوي وكما حققه الإمام ابن الجزري عليه رحمة الله.

* والواقع منها في كتاب الله ما يلي: ألم، ألمص، ألر، ألمر، كهيعص، طه، طسم، طس، يس، ص، حم، حم، عسق، ق، ن.

أقسامها باعتبار المد: تنقسم إلى خمسة أنواع:

-1- الألف: لا يمد البتة لعدم وجود شرط المد في أسمه.

-2- المدّ الطّبيعي: حروفه مجموعة في قولنا " حَيٌ طُهْرٍ " فلا تمد بأكثر من حركتين في نحو: ألر، كهيعص، حم، طه.

-3- اللام المثقل: في كلّ من السين واللام إذا وليتهما الميم فيمدان بمقدار ست حركات وجها واحدا وذلك في نحو: ألمّ، طسمّ.

-4- اللام المخفف: وحروفه مجموعة في هجاء " نَقَصَ سُلكم " ويشترط أن لا تلي السين واللام الميم وإلا كانتا من نصب المثقل أمثلة: ألر، كهيعص، يس، ن، ق، طس، ألمّ، طسمّ، ص.

-5- اللين اللازم: في حرف واحد هو العين في موضعين حم عسق في سورة الشورى و كهيعص.

فأما حروف حي طهر فمدت بمقدار حركتين ولم تقبل الزيادة لوجود شرط المدّ في أسمائها دون أسباب الزيادة إذ أن أسماءها تلفظ هكذا حا، يا، طا، ها، را. أما السين واللام إذا وليهما الميم فإن سبب الإثقال فيهما هو الشدّة الناتجة عن إدغام نون السين في الميم وميم اللام في الميم هكذا: سِينْ مِيمْ، لاَمْ مِيمْ، سيمِّيمْ، لاّمِّيمْ. أما حروف نقص سلكم فهي من قبيل اللازم المخفف لأنّ سبب المدّ فيها السكون الأصلي المظهر كما هو جلي في أسمائها: نُونْ، قَافْ، صَادْ سِينْ، لاَمْ، كَافْ، مِيمْ[2][106]، العَيْن سمي منها لينا لازم لأنّ الياء في اسمها ساكنة سكوناً حيا مفتوحٌ ما قبلها، ولأنّ سبب الزيادة فيه السكون الأصلي تمد بالتوسط والطول في رواية ورش مع تقدم الطول وللإمامين قالون وحفص فيها الأوجه الثلاثة قصر، توسط، طول.

باقي أحكامها:

* تقدم الكلام على إدغام ن والقلم و يس والقرآن في مباحث الإدغام والإظهار ونضيف هنا أنّهم أخفوا العين عند الصاد في قوله كهيعص والعين عند السين وكذا السين[3][107] عند القاف في قوله حم عسق.

* وقلقلوا الصاد في فاتحة مريم كهيعص.

* أمال الإمام ورش الهاء من قوله تعالى: طه وقلّل كلاً من الراء من قوله: ألر ، ألمر والياء والهاء في كهيعص والحاء في حم.

* في حالة وصل " ألم " في سورة آل عمران بـ " اللّه " يجوز في الميم الوجهان الطول والقصر عند الجميع[4][108].

* في حالة وصل " ألم " في سورة العنكبوت بـ " أحسب " يجوز فيها الوجهان كذلك الطول والقصر[5][109].

وكان الأستاذ أبو الحسن طاهر بن غلبون شيخ الداني يقدم القصر فيهما ذكره في التذكرة -والله أعلم-.


[1][105] ليعلم القارئ أنّ سبب ذكر هذه المباحث الأربعة (ألف أنا هاء الضمير ميم الجمع وفواتح السور) في آخر هذا الفصل هو علاقتهم الوطيدة بمسائل المدّ إذ أنّهم يمثلون بعض أقسامه وأنواعه وهذا لا يمنع من أن يكون لهم أحكام أخرى خارجة عن مباحث المدود.

[2][106] وبعض القراء كانوا يمدون المثقل أكثر من المخفف فيمدون مثلا اللام في " ألمّ " أكثر مما يمدون الميم قيل لاجتماع ثلاثة سواكن - الألف والسكونين المدغم في الميم وسكون الوقف فيها أيضا -والله أعلم-.

[3][107] المقصود هنا إخفاء نون العين والسين.

[4][108] هذا مع العلم أنّ الميم حينها تكسر لاتقاء الساكنين.

[5][109] تفتح الميم بحركة الهمزة المنقولة إليها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق